مركز الدراسات السياسيه والاستراتيجيه




خدعة الديموقراطيه
 لابد ان يتكشف لنا فى الحقبه الاخيره الوجه الحقيقى للديموقراطيه المزعومه بل وتوجيه الاعلام لمساره الصحيح فطالما لدينا من وسائل الاعلام مايكفى للتوجيه الراى العام فيجب علينا استخدامها فى الاتجاه الصحيح .

ولنبدا بوضع تعريف ضيق ومنضبط للحريه والديموقراطيه فعلى الرغم من التباعد اللغوى بين الاصطلاحين الا ان التاثير المتبادل بين مدلولاتهما يفرض علينا الجمع بينهما فى اطار منضبط  .
هناك علاقه طرديه بين الحريه والفوضى , فكلما اتسع مفهوم الحريه  كلما انتشر نطاق الفوضويه فى المجتمع المدنى لعدم وضع الضوابط المبدأيه التى تحكم التوازن بين الواجبات والحقوق  , فالحريه موجوده برغم كل شئ فالمشكله الحقيقيه لاتكمن فى وجودية الحريه من انعدامها بل فى نطاق ممارستها وحدودها الفاصله
فكل مواطن يحظى فعليا بنصيب وافر من الديموقراطيه الا ان هذا لايعنى ابدا ان يتدخل الجميع فى كل شئ ... !
ليس من حق رجل الدين مناقشة مشكله علميه باسم الدين وبغطاء من ستارالحريه والديموقراطيه
فكما ليس من حق الشعب ممثلا فى مجلس الشعب مناقشة القرارات السياديه للدوله  فليس  من حق الدوله فرض الصداقه الامريكيه على المصريين , وذلك يدفعنا دفعا حثيثا لسرعة اعادة بناء الثقه المتبادله بين المواطن والدوله كسبيل هام فى طريق العمل المشترك  ينبغى تمهيده جيدا ليكون  مبدأ ضمنيا متفق عليه , وذلك من اجل تفعيل دور المجتمع المدنى  فى دعم واتخاذ القرار السياسى ايمانا منا بان الشعوب تصنع مصيرها فيجب على الشعب الذى يرغب فى النهضه ان يمارس نوعا من المشاركه الايجابيه لدفع عجلة التنميه فى المجتمع


2
ينبفى على الشعوب الخروج من العزله التى وضعتها فيها الظروف والكف عن السلبيه والمعارضه السطحيه لاى شئ على سبيل الحريه , فجميعنا لدينا الحق فى التابييد او الاعتراض فهذا حق اساسى مكفول للجميع

وانما ينبغى تنظيم استعمال هذا الحق , فالله عز وجل قد خلق الانسان قادرا على السير ..قادرا على الكلام , ولكن هذا لايعنى  انه قد فرض على الانسان ان يسير طوال الوقت او ان يتحدث طوال الوقت وفى كل شئ طالما لديه القدره على ذلك

ينبغى على الحكومات ان تبدا بالخطوه الاولى لبناء الثقه وهى الاستماع والاستجابه , فاصرار الشعوب على الاعتراض على اى شئ وكل شئ حتى وان كان امرا بسيطا او حتى يصب فى المصلحه العامه للدوله انما مبعثه هو شعور المعارض بالتجاهل من قبل الاداره  ,

فكرد فعل شرطى منعكس يسعى لاثبات انه من المشاركين فى الحياه السياسيه ولو لنفسه على الاقل وكسوء تقدير للواقع العمل , لاتخرج مشاركته فى الحياه السياسيه الا بالسلب والاعتراض

وهذا ما تستغله جماعة الاخوان المحظوره فهى تضغط على الاداره مستخدمة سلبية الشعب وجهل الكثيرون بابعاد الاوضاع التى تحكم علاقة الجماعه بانظمة الحكم المختلفه داخليا واتصالاتها بالخارج

الحريه بمفهومها الصحيح موجوده ويكفلها النظام الحالى وينبغى على المطالبين بالاشراف الدولى على الانتخابات ان يشعروا بالعار ويتخلون عن الفكره تماما

فهل اشراف الولايات المتحده الامريكيه او مؤسساتها الحقوقيه او مراكزها لدعم الحريه والديموقراطيه فى العالم الثالث سيضمن نزاهة العمليه الانتخابيه

الا نملك الثقه فى قضاءنا ولا انفسنا ولا مؤسساتنا الوطنيه الخالصه ونريد من الذئب حراسة حظيرة الدجاج ؟
 ان التجربه الامريكيه لعدم الحريه فى العراق  مثالا حيا للمفهوم الحقسقى للديموقراطيه لدى الولايات المتحده , فهى حرية الموت ...حرية الفوضى ....حرية التدمير الذاتى للمجتمع والماديه الجدليه للتاريخ تذكرنا بالتدخل الامريكى فى فيتنام وافغانستان وينذنا بخطورة الصداقه الامريكيه فكما تقول الحكمه الامريكيه " اجعل اصدقاؤك بالقرب منك , واجعل اعداءك اقرب "
لم تعد الولات المتحده الامريكيه تدفع سنتا واحدا مقابل النفط العربى العراقى بفضل قوات التحالف الانجلو امريكيه التى مازلت متواجده عسكريا فى المنطقه العربيه مما يهدد الامن القومى العربى بصوره دائمه



3
ينبغى على الشعوب ان تفيق من سباتها العميق وان تعمل مع حكوماتها لتدعيم السلام الاجتماعى والنهضه بالمجتمع داخليا للوقوف فى وجه التحديات الدوليه فتنمية الاقصاد الوطنى هو الخطوه الاولى فكما قيلت قديما " من لايملك قوت يومه لا يملك حريته " فان اضفنا اليها انه " ليس بالخبز وحده يحيا الانسان "

ادركنا ان الاضرابات والاعتصامات لاتصب الا فى مصلحة العدو لانها تصيب عجلة الاقتصاد القومى بالشلل وكنتيجه حتميه فالضعط بهذه الصوره المتكرره سيؤدى حتما لعجز الموازنه العامه للدوله وبالتالى سيكون الوضع اسواء فى العام القادم
فاذا اراد العمال زيادة اجورهم فليتقنوا عملهم وليسعون لاحتلال اسواق عالميه بمنتجاتنا الوطنيه من اجل زيادة الدخل القومى الذى بالتاكيد سيوزع بالمساواه على قوى الشعب العامله فالدستور المصرى ينص على انه"لكل مواطن نصيب فى الناتج القومى"  فلا ينبغى على عجلة الانتاج ان تتوقف ابدا لان ذلك يدمر الاقتصاد الوطنى

والملفت للانتباه ان المتظاهرون الذين يستخدمون شعار " يا حريه فينك فينك...امن الدوله بينا وبينك " هم حمقى بالتاكيد
ويسوئنى فى الواقع وصف ترصفهم هذا بالاحمق لان فيهم الاصدقاء والرفاق الا انهم مندفعين  خلف الاخرين , لان "امن الدوله" كما هو واضح من اسمها جهه او مؤسسه وطنيه خالصه تسعى للحقاظ على امن الدوله الذى يتكون من  الامن العام للمواطن المصرى وارضه وعرضه وحريته وكرامته ونظام الحكم الذى يعمل فى ضوء الدستور والقانون على تحقيق الرفاهيه للمواطن المصرى .

الا ان الاعلام لا يمارس دوره الاصيل فى التوعيه العامه للمواطن , وترك سمائنا مفتوحه على كل وسائل الاعلام الموجه القادمه الينا من الخارج يعجل عملية العولمه تسير فى اتجاه واحد , منهم الينا فلا يوجد بهذه الطريقه تاثير متبادل بين الثقافه العربيه والغربيه وانما تسعى الثقافه الغربيه الدخيله الى فرض نفسها لتصبح مع الوقت جزءا من الثقافه العربيه التى يتم تمويهها وتشويه معالمها طوال الوقت

فنحن نواجه خطرا حقيقيا اذا نظرنا للوضع بتحليل سريع فى اطار الماديه الجدليه للتاريخ
قام محمد على باشا مؤسس نهضة مصر الحديثه بضم السودان لتامين منابع النيل وللاهتمام بشؤون الرعايا السودايين الذين تربطنا بهم اللغه والدين والتاريخ واخيرا....الجامعه العربيه....!
ومن قبله قام الملك مينا الفرعونى  بتوحيد مصر ذاتها الشمال والجنوب الى دولة واحده




4
فان علمنا انه ما من شئ يبلغ تمامه الا بدا فى نقصانه نستشعر الخطرالحقيقى الكامن فى السير العكسى لجدلية التاريخ المادى , فها هى السودان انفصلت عن مصر ولم يبق لها الا محلات مصر والسودان وتلك الاسواق التجاريه التى لم نعد نسمع عنها شيئا ,  فان علمنا ان الجمهوريه العربيه السودانيه فد انفصلت عنها الاقاليم الجنوبيه مطالبين بالحكم الذاتى ومتنازعين على اقليم دارفور الحدودى فهذا يشكل خطرا على السيطره المصريه على شريان الحياه للمصرين ويدع قابلية تجربة الانفصال متاحه لتنفيذ سياسة " فرق تسد "
فمن المستفيد من الانفصال السودانى او اثارة الفتن الطائفيه او عنصرة قوى و فئات المجتمع المصرى بل من المستفيد من تعطيل عجلة التناج المصرىكنتيجه للاضرابات المتكرره ؟

ينبغى على الاعلام ان يمارس دوره فى التوعيه العامه للمواطن بان هناك هدفا مشتركا يعمل المجتع المدنى على تحقيقه وان للمواطن دور فعال فى بناء المجتمع ودفعه للرياده

ينبغى ان نستغل الشفافيه التى تتعامل بها الدوله فى القضايا العامه والمناخ الديموقراطى الذى يضمنه نظام الحكم الحالى فى رسم ملامح المرحله القادمه من تاريخ مصر تلك التى ستكون مرحله فاصله فى حياة المجتمع المصرى فما ان نتعرض الى فتن واضرابات وقلاقل داخليه تدفعنا الى التفكك والانفصال والتدمير الذاتى فى انتظار الاحتلال

واما ان تقوم النهضة الكبرى التى بدأها الرئيس مبارك بوضع حجر الاساس الصحيح ومحاولاته على مر السنون دفع المجتمع المصرى للخروج من عنق الزجاجه وتحذيره المستمر من خطر الزياده السكانيه 
الا انه على الرغم من جهل الكثير باهمية تطيم الاسره ممكا ادى الى زياده كبيره فى التعداد السكانى , الا ان الدوله حققت مصادر جديده للدخل القومى لكى تقرب الفارق بين النفقات والايرادات حتى يكون العجزفى الموازنه العامه للدوله محدودا الى ان تاتى المرحله التى يختفى فيها العجز تماما وتبدا الموازنه العامه تحقق فائضا من الايرادات لتسديد الديون الخارجيه والاعتماد على التمويل الوطنى فى انشاء المشروعات القوميه 
ان الفرصه مازالت سانحه ويمكن للجميع المشاركه , وينبغى ان نعتمد على انفسنا فى بناء انفسنا مدركين ان التدخل الخارجى فى شئون البلاد هو من مقدمات الاحتلال وان المطالبين بهذا التدخل عن علم بابعاده اتهمهم بالخيامة والعماله للعدو لانهم يدعون الاحتلال الى اوطانهم
اما من يطالبون بهذا التدخل على غير علم منهم فينبغى على الاعلام التوعيه
والتوعيه المستمره لضمان الحفاظ على الشباب من الانخراط فى جماعات محظوره او الانسياق خلف تيارات ترفع من الشعارات مايكفى من البريق الاخاذ وتحمل فى طياتها كل الشر للمجتمع




  5
وفى نهاية الدراسه التى عمدنا ان تخرج بايجاز غير مخل نتمنى الا تكون قد طالت بما يجعلك تمل
فيمكننا استخدام سقف الحريه لتشاطر الافكلر التى يمكننا تحويلها عمليا الى فوة دافعه تسعى لتغيير المجتمع فى الاتجاه الصحيح ونظرا لخضوع معيارى الصواب والخطا الى قوانين النسبيه فينبغى علينا ان نعمل جميعا معا لوضع الخطوط العريضه التى ستحدد ملامح المرحلة القادمه تلك التى ستكون فاصله ليس فقط على الوضع المصرى بل ستغير خارطة المنطقه العربيه –تلك التى تتغير بالفعل – الا اذا استيقظت الشعوب لدعم حكوماتها ومساندتها لاتخاذ القرارات الجرئيه لان الشعوب هى التى تعطى الشرعيه الاداره فان هى تخلت عنها ضعف موقفها فى المحافل الدوليه

يجب على الشعوب ان تؤمن بحكامها وتدعمهم داخليا وخارجيا ليتمكن الحاكم - ايا كان نظام الحكم الذى يمثله  - من فرض كلمته على المجتمع الدولى  لتحقيق صالح المواطن

فان اى نظام حكم يسعى الى تثبيت اقدامه ويسعى الى الارتكان على مراكز يستمد منها قوته ويضمن استمراريته فلم لا يكون الشعب هو مركز قوة الحاكم  ليقوم مرحليا  بابعاد مراكز القوى التى تتحول مع الوقت الى طبقه عازله بين الحاكم وشعبه ولكى يكون النظام قادرا على التحكم الكامل بهياكله الاداريه التى تدعم نظام الحكم  داخليا خارجيا وينبغى التمييز بين الولاء والمداهنه فالمؤمنين بشرعية النظام يسعون الى المساعده فى تحقيق الاهداف والسياسه العامه للدوله

مدركين ان طاعة اولى الامر واجبه ومناقشة القرارات الاداريه لا يكون على الملاء لاننا فى عصر السماوات المفتوحه وتخصص اجهزة المخابرات الدوليه قسما خاصا للمعلومات المجانيه يعكف هذا القسم على دراسة وتحليل ومتابعة الصحف اليوميه والمحطات الاذاعيه والقنوات التليفزيونيه والمنتديات والمواقع على شبكة الانترنت

فامرهم شورى بينهم ويمكننا التشاور والتباحث فى كافة القضايا فى حيز من الكتمان سكفل لنا قضاء حوائجنا بعيدا عن انظار الاعداء ,فالعدو مشترك , والحلم مشترك والهدف مشترك لانه وطننا جميعا الذى نسعى لرفعته  داعين الله ان يوفقنا لما يحب ويرضاه

                  مركز الدراسات السياسيه والاستراتيجيه
                                     اكتوبر 2010
مدير المركز                                                                                رئيس المركز / عمرو حسن   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق